عندما كتبت عن «يوميات الدولة الإسلامية فى السودان» وما حدث فيها من جرائم وخطايا وكوارث تحت اسم الدين كذباً وبهتاناً والدين منهم براء، وصلتنى تعليقات متشنجة لا تناقش الموضوع وإنما تصب اللعنات وترسل التهديدات وتمارس الردح، وهذه دائماً سمة من لا يمتلكون المنطق من ضعاف الحجة ومدمنى الجهل. أنا لا أسعى إلى إقناع هؤلاء فهم يعيشون فى صدفة ودرقة سلحفاة لا يريدون الإطلال منها على الخارج أو مجرد تشغيل غدة التفكير، وإنما أسعى إلى من يمتلكون القدرة على السماع والرغبة فى الاقتناع وهم الغالبية، لذلك عندما عرضت اليوميات وجدت أن هناك ما هو أخطر منها وهو تعليقات ممثلى التيار الإسلامى على ما سماه النميرى حكم الشريعة، غفروا كل الجرائم وتغاضوا عن كل الخطايا وغضوا الطرف عن الأطراف المبتورة ظلماً وعدواناً وقتل المفكر الإسلامى محمود طه بتهمة الردة...إلخ، لمجرد أن النميرى رفع لافتة تطبيق الشريعة، وهكذا ثقافة الشعارات الفارغة من المضمون دائماً توردنا موارد التهلكة، إليكم بعض الاقتباسات مما كتبه هؤلاء عن شريعة سودان النميرى:

· «تطبيق الشريعة الإسلامية فى السودان كان إلهاماً جليلاً من الله، إنهم بهذا المسلك الجديد وقفوا أمام الغزو الثقافى وقفة صلبة وأحبطوا محاولات استعمارية خبيثة كانت تريد أن تجهز على مستقبل الأمة الإسلامية، وأعتقد أن السودان لا يهنأ بشىء كما يهنأ بهذه المرحلة النقية الطيبة التى جعلته يتخلص من وباء الأحكام الوضعية».. الشيخ الغزالى فى كتاب البرلمان- دار التعاون- ص 71.

· «الحملة التى يتعرض لها الرئيس نميرى الآن بسبب تطبيق الشريعة قد تعرض لها من قبل سيد الأنبياء، وقد عودتنا الحياة أن القافلة تسير بينما كانت الذئاب تعوى، وهل يضر السحاب نبح الكلاب».. الشيخ كشك- الكتاب السابق ص 94.

· «هذه الخطوة الذكية لن تمر بهدوء عند الذين لا يريدون أن يروا نور الإسلام مشرقاً على ربوعه، سيهاجمون فى عنف وإصرار، وسيشترون من حمَلة الأقلام مسلمين أو غير مسلمين ممن باعوا آخرتهم بدنياهم، واشتروا زائلاً لن يبقى ولن يدوم، فعلى القائد الحصيف أن يحذرهم ويكبح جماحهم، وألا يفسح لهم فى غيّهم بحجة حرية الرأى والكلمة، فالحرية تكون فيما يضعه البشر لأنفسهم وأما شرع الله فلا نقاش فيه».. عمر التلمسانى- ص 138 المرجع السابق.

· «الوطن فى الفكر الإسلامى لا يعرف الحدود المصطنعة بفعل الاستعمار، ولقد كان المأمول والمتوقع أن يكون لمصر بلد الأزهر قصب السبق فى دنيا الروحانيات، ولكن شاء الله أن يقيم بما يسره لكم من توفيق وسبق، فهنيئاً لك يا سيادة الرئيس العظيم، أن أول عز نالته السودان أن رئيس مجلس الشعب صار رئيساً للاتحاد البرلمانى الدولى، وما ذلك فى حقيقته إلا تقديرا عالميا لاتجاه السودان بقيادتكم إلى تطبيق الشريعة».. الشيخ صلاح أبوإسماعيل ص 147.

· «الرئيس السودانى يعمل على بناء الفرد الصالح والمجتمع الصالح، فهذا هو البناء الحقيقى وحجر الأساس فى تجربة تطبيق الشريعة».. القرضاوى، العدد 141 جريدة اللواء الإسلامى.

«ينظر العالم الإسلامى بعين الرضا إلى ما يحدث فى السودان من استمرار جاد لتطبيق الشريعة بالرغم من كل المؤتمرات التى تستهدف القضاء على هذا الاستمرار»..العدد 118 جريدة النور.